ياسر أبو شباب… نهاية تليق بمساره

بقلم د. تيسير فتوح حجّه  ……

الأمين العام لحركة عدالة
لم يكن مقتل ياسر أبو شباب لغزًا ولا حادثًا يستحق التجميل، بل كان نتيجة طبيعية لمسارٍ انحدر فيه بإرادته، حين اختار أن يتحوّل من ابنٍ لبيئته إلى أداة رخيصة بيد من استخدموه ثم تخلّوا عنه. حقيقة مقتله—وفق المعطيات المتداولة—لم تكن “عملية أمنية” كما حاول البعض تصويرها، بل صراع داخلي بينه وبين أفراد مجموعته؛ صراع انتهى بنفس الطريقة التي يعيشها كل من يختار طريق الخيانة والانحطاط.
ياسر لم يكن يومًا جزءًا من مشروع وطني، بل كان جزءًا من فوضى تُدار بالمال القذر، والابتزاز، والارتباطات المظلمة. وكل من ينزلق إلى هذا المستنقع يعلم مسبقًا أن نهايته لن تأتي على يد خصم وطني، بل على يد شركائه في الطريق نفسه… طريق الغدر، والعمالة، والارتهان للغير.
هؤلاء الذين صنعوه هم أنفسهم من أجهزوا عليه.
والذين دفعوه للخيانة هم أنفسهم من غسلوا أيديهم منه.
ومن يبيع وطنه لا يتوقّع أن يشتريه أحد ساعة الخطر.
إنّ تصويره كـ”ضحية” هو إهانة لكل الضحايا الحقيقيين، ولدماء الشرفاء الذين صمدوا في وجه الاحتلال بدل أن يسقطوا في حضنه. ويجب أن تُقال الأمور بصراحة: من يختار أن يكون أداة ضد شعبه، ومن يشارك في تخريب أمن مجتمعه، ومن ينخرط في عصابات تُدار خارج القانون… نهايته لن تكون إلا
كما رأينا.
حركة عدالة تؤكد أن حماية المجتمع لا تتمّ بمجاملة المنحرفين، بل بفضحهم، وردع من يحاول سلوك طريقهم، وإغلاق الأبواب على كل مشاريع الاختراق التي تُصنع في الظلام. فالمجتمع الفلسطيني يستحق الأمن، والوضوح، والحقيقة… لا التجميل ولا التبرير لمن اختار أن يكون خنجرًا في ظهره.

الكاتب من فلسطين

قد يعجبك ايضا